النقيب شفيق الرشيدات  ( شفيق أرشيدات )

ثاني نقيب محامين
الدورة الثالثة 1952- 1953
انتخب عضوا في مجلس النقابة لأول مرة في المجلس الاول بتاريخ 25/11/1950
وانتخب عضوا للمرة الثانية في المجلس الثاني بتاريخ 28/9/1952 ، وتولى منصب امين السر في المجلس الثاني .
انتخب اول امين عام اردني لاتحاد المحامين العرب عام 1963 .
من اقواله كنا في مطالبتنا، لسنا مهنيين فحسب، بل مزجنا المصلحة المهنية بالمصلحة الوطنية”، ثم يضيف: “كان المحامون قلة، لكن عددهم راح يزداد بالمحامين الشباب، تُخرجهم معاهد دمشق وبغداد والقاهرة مشبعين بالأفكار الحرة، مؤمنين بحقوق الشعب، مزودين بآراء روسو وفولتير ومونتسكيو… وصارت المطالبة بنقابة المحامين جزءاً من مطلب شعبي أساسي، وهو حق الشعب في التكتل بجميع مظاهره السياسية والاجتماعية والثقافية”.

في عام 1918م أبصر شفيق خليل ارشيدات النور في اربد، وكأترابه ألحقه والده بكـُـتـَّـاب الشيخ محمد الخطيب «أبوالضباع» وعندما بلغ السابعة التحق بالمدرسة الرُشدية الحكومية على ظهر التل «مدرسة حسن كامل الصباح لاحقا»، ثمَّ انتقل الى مدرسة السلط الثانوية ليُكمل دراسته الثانوية فيها وكان معه من شباب اربد وجوارها وصفي التل وحمد الفرحان وخليل السالم، في مدرسة السلط تفتـّح وعي شفيق ورفاقه على هموم وطنهم وأمتهم ، وأثناء دراسته في السلط انخرط في الحراك الوطني الداعم لثورة الأهل في فلسطين ضدَّ المحتلين الانجليز «ثورة 1936م» فشكـَّـل كما يذكر الأستاذ الدكتور علي المحافظة مع رفاقه من شباب اربد وصفي التل وبدري الملقي وعبد الله اليوسف التل وادريس الموسى التل وسلمان القضاة ومحمد الجندي وهاجم التل جمعية سريَّـة أطلقوا عليها اسم «جمعية الحرية الحمراء» لمساندة الثورة الفلسطينية فملأوا شوارع السلط واربد بشعارات تدعو الى منع التعامل مع اليهود والصهاينة، ولم تلبث أن ألقت الحكومة القبض عليهم وحكم عليهم بالسجن ثلاثة أشهر، ويذكر الدكتور المحافظة أن شفيق ارشيدات شارك في عملية نسف أنابيب شركة «آي. بي. سي» ولعله كان أصغر المشاركين فيها.

بعد اكماله دراسته الثانوية انتقل شفيق ارشيدات الى دمشق ليلتحق بكلية الحقوق في الجامعة السورية «1938م» لتبدأ مرحلة جديدة من مسيرته النضالية .
تخرَّج شفيق ارشيدات محاميا من الجامعة السورية في أواسط الأربعينيات ليبدأ مرحلة جديدة في مسيرته العملية فشارك في تأسيس «حزب اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأردني» الذي حصل على الترخيص الرسمي بقرار من مجلس الوزراء في 13/9/1944م، وبعد حل الحزب في 3/12/1944م شارك شفيق ارشيدات في تقديم طلبٍ في 7/6/1946م الى الحكومة لتأسيس حزب يحمل اسم «الحزب العربي الأردني» يتبنى طروحات الحركة الوطنية الأردنية، ولما رفضت الحكومة الطلب لم يكترث مقدِّموه برفض الحكومة واعتبروا الحزب قائماً وانتخبوا الدكتور أبوغنيمة رئيساً للحزب، ثمَّ شارك مع صديقه أحمد الخطيب وعدد من رجالات اربد في تأسيس أول شعبة للاخوان المسلمين في اربد، وعندما أجريت الانتخابات في 20/ 10/ 1947م لافراز أول مجلس نيابي أردني رشـَّـح نفسه وحظي بدعم صديقه أحمد الخطيب ودعم جماعة الاخوان المسلمين وفاز بأحد مقاعد دائرة اللواء الشمالي، وبدخوله الى مجلس النواب تبلورت شخصية شفيق ارشيدات كمعارض شرس للانجليز الذين كانوا يتدخلون في الشؤون الداخلية الأردنية من خلال سفيرهم في الأردن ومن خلال قائد الجيش الضابط الانجليزي جون كلوب باشا، وشكـَّـل شفيق مع صديقيه عبد الحليم النمر العربيات وصالح المعشر الدبابنة أول كتلة معارضة في تاريخ الحياة النيابية الأردنية، ولم يطل به الأمر حتى ابتعد عن الاخوان مع بقائه صديقا لهم وشكـَّـل مع عدد من شباب اربد نادي اليرموك، وبعد توحيد الضفتين استعاد الرشيدات مقعده في المجلس النيابي الثاني في الانتخابات التي أجريت في 10/ 4/ 1950م وأعاد تشكيل الكتلة النيابية المعارضة مع العربيات والمعشر وانضمَّ اليهم صديقه نائب اربد طبيب الأسنان الدكتور محمد مصطفى حجازي، وعندما فتحت حكومة الدكتور فوزي الملقي التي كانت أول حكومة في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال الباب للسماح بترخيص الأحزاب شارك شفيق ارشيدات كعضومؤسس وكقيادي في»الحزب الوطني الاشتراكي»الذي حصل على الترخيص الرسمي في 7/7/1954م.
 وشارك شفيق ارشيدات لأولِ مرةٍ في الحكومة في وزارة الدكتور فوزي الملقي المُشكـَّـلة في 5/5/1953م وزيراً للعدلية والمواصلات، ثمَّ أصبح وزيراً للمواصلات في تعديلٍ أجراه الملقي على حكومته في 5/11/1953م، وعندما أجرى الرئيس توفيق أبوالهدى الانتخابات في 16/ 10/ 1954م أعلنت المعارضة انسحابها ورفضت الاعتراف بنتائجها احتجاجا على ما شابها من تزوير، وقام الرئيس أبوالهدى باعتقال العشرات من زعماء المعارضة كان منهم شفيق ارشيدات ومكثوا في السجن لأكثر من شهرين، وخاض شفيق ارشيدات انتخابات 21/ 10/ 1956م التي أجرتها حكومة الرئيس ابراهيم هاشم وكان واحدا من 11 مرشحا من مرشحي الحزب الوطني الاشتراكي الذين فازوا، وشارك الرشيدات في الحكومة الحزبية التي شكـَّـلها الرئيس سليمان النابلسي الذي لم يفز في الانتخابات، ولم تلبث العلاقة بين النظام والحكومة الحزبية أن توترت بسبب تعاطف الأحزاب المعارضة مع التيار الناصري الذي كان زعيمه الرئيس المصري جمال عبد الناصر يُجاهر بخصومته للنظام الأردني، وكان من تبعات توتر العلاقات قيام مجلس النواب الخامس بفصل عدد من النوَّاب الحزبيين كان من بينهم النائب عن الحزب الوطني الاشتراكي شفيق ارشيدات الذي آثر الانتقال الى دمشق ليبدأ منها مرحلة جديدة في مسيرته بانعطافه نحو العمل العربي والعالمي فترأس اللجنة القانونية في مجلس التضامن الاسيوي الافريقي عام 1957م،

واختاره المحامون العرب في عام 1963م امينا عاما لاتحاد المحامين العرب وجُـدِّد انتخابه لأربع مرات، وأصبح رئيسا للجنة الدفاع عن المقاومة الفلسطينية في البلاد الأجنبية، وتمَّ اختياره أمينا عاما للجنة الدفاع عن الحريات العامة وسيادة القانون في الوطن العربي، واختير نائبا لرئيس رابطة الحقوقيين الديمقراطيين العالمية عام 1970م ورئيسا للجنة الدفاع عن الفدائيين الفلسطينيين العالمية عام 1970م، وتجدر الاشارة الى أن الرشيدات انتخب نقيبا للمحامين في الاردن عام 1952م.

كان الأستاذ شفيق ارشيدات طوال حياته مسكونا بهموم بلده الأردن وتوأمه فلسطين وبهموم وطنه العربي وأمته العربية، وله كتاب»فلسطين تاريخا وعبرة ومصيرا»صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت في عام 1991م، وشارك في العديد من المؤتمرات العربية والدولية بأوراق وبحوث من المؤسف أن أكثرها حبيس الأدراج ومن هذه الأبحاث والدراسات «الحق والعروبة» و»جريمة العدوان الصهيوني»، و»سبيل الحرية والعروبة»، و»المقاومة الفلسطينية وحق تقرير المصير»، و»القضية الفلسطينية والقانون الدولي»، و»الحريات والقانون» و»من نصر رمضان الى مأساة لبنان»، و»عربستان الجزء العربي المغتصب».

وكان الأستاذ شفيق ارشيدات الى جانب اهتماماته السياسية والقانونية والنيابية صحفيا متميزا أصدر مع أصدقائه الأستاذ ضيف الله الحمود والأستاذ محمود المطلق الجيل الثاني من مجلة «الميثاق» التي سبق أن أصدرها الدكتور محمد صبحي أبوغنيمة، وكان ينشر مقالاته في العديد من المجلات الأردنية والعربي.
قانون